Sunday, March 27, 2016

ستفرجها الكتابة

يملؤني هذا الزحام
يزعجني كثرت المفردات على تنوع مصادرها
يقلقني الحديث عن أفكار لم أفكر بها مسبقا
يقهرني الكتابة عن صور لا أستطيع ترجمتها
أو مواقف لا تستحضر خزان الحديث عنها
أو مشاعر تعاني الكبت في عالم يعاني من الانفتاح !

يفرحني الحزن الذي أقرءهُ في صفحات المنتديات أو تُنشر في قنوات التواصل الإجتماعي
لأن الحزن الذي تحسن صياغته يزول
لا يمكث في القلب .. 
ويتغلب عليه بالمشاركة ..
الحزن: قنبلة موقوته تقذفها المواقف والأحداث إلى قلبك وعقلك
فيشلّ هذا ويُضعفُ ذاك !
وحدها الموهبة من تنتشلك من هذه المأساة
إلى براحة التفاصيل .. و سعة الخيارات !



Saturday, January 2, 2016

أيها الغريب مثلي .. هنا بداية زمان ٢٠١٦

يحدث أن تعبث في صندوق ذكرياتك
فتجد مايستحق أن تزيل الغبار عنه ..
وتشعر أنك استوقفت لحظة من الزمان
تتأمل ما بداخله من أوراق أو رسائل آو دفاتر
تجتهد في التخمين ف تعود بالذكريات كثيراً ..
تعود به ...
يأخذك إلى تفاصيل 
ليست ضمن خطة اليوم ..
.
.
ثم أما بعد صندوق الذكريات:
عامٌ مضى كغيره من الأعوام
بخيره وشره ..
وعام استقبلناه
قد يكون أيضا كغيره من الأعوام ..
 لكن السنة الجديدة لسبب لا أعلمه -وهذا يحدث كثيراً-
أعادتني إلى المدونة التي لم أخط فيها شيئاً منذ ٢٠١٣ ..
.
.
عام ٢٠١٦ في الإمارات بعنوان عام القراءة
أتمنى أن يكون لي ولكم أوفر الحظ من هذا العنوان ..
.
.
عامٌ جديد ،، سعيد .. أتمناهُ لكم :)

Tuesday, August 27, 2013

ليسَ في الساعة ستون دقيقة !!

الوقت؟ كيف يُمكن أن تصبح الثوابت متغيّرات؟!
نعلمُ أن فالساعة ستون دقيقة. وفي الدقيقة ستون ثانية. وأن الوقت تحتاجهُ شركة مُعينه لإنجاز مشروعٍ ما هو عدد مُعينٌ من الأيام أو الأشهر أو السنين. هذا على الصعيد العلمي. لكن كيف يُمكن للوقت أن ينكمش أو يتمدد بالعلاقات الشخصية؟!


إن الوقت الذين نقضيه بصُحبة من نُحبهم يُساوي ثواني معدودةٍ أو دقائق قليلة لا تُشبعُ النفس. بينما هي على الحائط ساعاتُ طوال قد يستغرب الذين يرون المشهد من بعيد طوال المدّة. وعلى النقيض نقضي أوقاتاً قصيرة جداً مع المدير في إجتماعٍ أو نقاشٍ عام قد يستغرب بضع دقائق كما تُشير إليها ساعةُ الحائِط. لكننا نشعُر بأنها ساعاتُ طوال على النفس تكاد فيها أن تختنق.

للوقت علاقة مباشرة ب علاقاتنا الشخصية مع الأشخاص الذين نقابلهم ونتحدثُ إليهم. قد لا تكون جميعُ الظروف دائماً مُهيئة لأن نستطيع التهرب منهم وقد نُجرب أحياناً أخر على التعامل معهم. ومزاجنا يلعب أيضاً دوراً في ذلك. فالمدير الذي تمقُتهُ نفسك قد تكون راضياً عنهُ يوماً ما بسبب خبرٍ سعيد قد سمعتهُ للتوْ. فترى الساعات لا تمر كسابقاتها. والصُحبة الكريمة التي تقضي معها أوقاتٍ سعيدة لساعاتٍ طويلة قد لا تُريحك حينما تكونُ والدتكَ مُستاءة منكَ بسبب سوء نتائِج امتحاناتك, على سبيل المثال.

وعلى ذكر الأم, فوالدتي تقرأُ الآن آية: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم".

~ اقضوا أوقاتكم معَ من تُحبون.. ف معهم تَعيشونَ عُمراً أطول وحياةً أجمل.
من مُحِب: تُصبحون على خير..

حاجاتُ نفسٍ .. ماذا تُريد؟


الدنيا حياة تتملص فيها الحقيقة من الذين يبحثون عنها. هناك قلة ممن يعيشون الآن يبحثون حقّ البحث عن اكتشافات هذا الكون سواء من الناحية العلمية أو النفسية أو الجسدية أو الجيولوجية وغيرها. منذ خلقة سيدنا آدم على هذا الكون وبنوه يتعلمون حقائق هذه الحياة. فلما أخطأة سيدنا آدم وأنزلهُ الله تعالى على الأرض كان مما علمه (الإستغفار). قال علماء الدين حفظهم الله: إن الله قد خلق الأرض قبل خلقة آدم بدليل قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون}. فلما وضعه الله تعالى فالجنة في بادئ الأمر كان بهدف أن يوسوس له الشيطان ويعصي الله بأكله التفاح ثمّ يُنزله على الأرض ليُعلمه شيئاً مهماً. قال تعالى: (فتلقى آدم في ربه كلمات , فتاب عليه إنهُ هو التواب الرحيم). ماهي هذه الكلمات؟ إنها الإستغفار. وكان هذا بداية الفهم لهذه الحياة.

وتمر السنين وتتعاقب الأجيال ويقلُّ الذين يُريدون البحث عن المعرفة وعن الحقيقة نظراً لتكاثر الاهتمامات وتوسع دائرة الإنشغال بها من جيلٍ إلى آخر. الأُدباء والمثقفون رُغم أنهم لا يخترعون شيئاً إلا أن الحديث إليهم يُعطينا نوعاً من الإطمئنان لهم. النقاش معهم يُشعرك بأهمية عقلك ويوسعون مدارك الحياة عندك. تشعر أنهم يضعون نُقاطاً على حروفٍ قد كتبتها سابقاً في حياتك غير أنك لم تكن ترى أهمية هذه النُقاط. تستطيع استشعار أهمية النقاش والوقت والعقل والنفس والروح. وكيف أنّ علينا الإنشغال بأشياء أسمى بكثير مما ننشغل به الآن في حياتنا.

أحتاج لأن أصرفَ النظر عن أمورٍ وأركز على أمور أخرى. السمو بالعقل والإنسانية أمران قد لا نتعلمهما حق التعلم بسهولة. أحتاج لأن أبذل وقتاً أكثر في تهذيب الروح على كيفية التوكل على الله حقاً. تحتاج هذه النفس أن تتوقف عن الغليان كلما أصابها أمرٌ أزعجها. تحتاج لأن تعلم أن الله سبحانه وتعالى لديه العلمُ الكامل والإنسان مهما كثر علمهُ وكبرَ عقلهُ إلا أنه لا يزالُ ناقصاً. أحتاج لأن أُسلّم نفسي إلى السماء لترقى وتنقى من درء التعلق بالأرض.

Sunday, August 25, 2013

في الحياة مُصادفة ~


كثيرون من الأشخاص حولك, متنوعوا الشخصيات والعقليات والأشكال.. لكن يحدُث في الحياة أن يكون شخصٌ واحد , يعني لك حياة أخرى. تكونُ معهُ في أوج أخلاقك.. في أحسن صفاتك.. في أبهى صورك.. وفي أرقى أساليبك !

تشعُرُ حينها أنك تعيش حياةً غير تلك التي تعيشها.. بل تشعُرك بأنك تعيش !. وتُخرج أفضل مالديك بأفضل طريقة بصورة تلقائية وعفوية. تعيشُ حياتك التي اخترتها وليست التي فُرضت عليك. تكونُ فيها المثاليةُ ممكنةٌ وبإخلاص وصدق.

هذه الكيمياء لا تأتي عبثاً.. بل تأتي صدفةً مع الأيّام. قد تصادف البعض وقد يرحل البعض الآخر عن الدنيا ولا يلتقون بهذه المصادفة. قد تكون منحة أو هبة من الله لمن وجدها.. فلا يَجدُر لمثل هذه الهبات أن يُفرط فيها.


قليلون من يضيفون لحياتنا المعاني الجميلة..
قليلون من نُعطيهم ونحن في أوج مستويات السعادة ..
قليلون من نستطيع عدّهم ..
قليلون من نراهُم على حقيقتهم ..
ذلك لأن البصيرة هي التي تراهم الآن ... لا الأعيُن..

Thursday, August 15, 2013

تمرّدٌ .. وكفى !



عندما يتحدثون العقلاء إلينا فإنّا لا نصغي بأذاننا
الأذن صمّاء عندما تحين فقرة الحكمة ..
إنها لا تركن إلى حديثٍ ذو وزن
وترخي عند حديث السامرين في ليالي السهر ..

عندما يؤذّن للحِكمة
تُصغي قلوبنا عوضاً عنها
إلى الكلمة تلو الأخرى
ولا يعلو فوقها عالٍ !

يحدثُ أن ننظر إلى عيون الحُكماء كلما تحدّثوا
نبحثُ عن مبررٍ لنقذفهم بالكذب والجور
وعن سببٍ ليكفّوا استنصاتهم لقلوبنا ..
ليس عليهم أن يجبرونا بلا إذن ولي أمرٍ نسلمهُ أمر قلوبنا
فـ للقلوب حُرُمات 
وامرأةٌ تكسوهُ منذ سنين
تُجاهد في جعله أكثر جرحاً وحزناً !

ثمّ إن الحكمة من أفواه العالقين في سجلات الحياة 
يُشبهُ نفثَ دخان سجائر من فمِ مُعمّرٍ
على وجهٍ شابّ تراكمت فوق أكتافه هموم الحياة
ويقول: جرّب هذهِ ! لعلها تأتيك بقُربانٍ من الأفراح ..
*ويمده بعود سيجارةٍ مشتعلة*

شكراُ لهُم أينما وصلوا ..
فلقد أشبعونا إصغاءً وتيهاً ..

Wednesday, August 14, 2013

قصة: البحثُ عن نور

ماقبل اللقاء ! :
يزرعُ المشتاقين شوقهم على خمار الليل
لعل النهار يأتي بالمُدبرين ..
---------

دخل أحمد ذو الرابعة عشر ربيعاً إلى صفه متأخراً بعض الشيء. فوجد مُعلم التاريخ يكتب خطة الساعة/الحصة على لوحة الصف. جلس حيث يجلس دائماً ثم أخرج كتاب التاريخ على طاولته. بدأ الدرس وكان يعج بالمعلومات التي يريد المدرس تحفيظها لطلابه. كان أحمد يحب التاريخ جداً إلى درجة يجيد بها حفظ الأحداث بتواريخها. وكان يحصل على درجاتٍ مرتفعة في هذه المادة , على غرار موادٍ أخرى.

ولم يكن هذا الجو التاريخيْ بغريب على أحمد حيث أنه نشأ في مجلس لا يتحدثُ أهله إلا عن التاريخ. حيث النعيم السابق الذي عاش فيه أجداده والبطولات التي حققوها على حساب أناس آخرين يعيشون في الجوار البعيد. وكيف أن أجدادهُ عاصروا الدولة العثمانية وكيف كانوا يتعاملون معها. كان جده سالم وأبوه خالد و أعمامه محمد وناصر يطيلون الحديث عن أجدادهم السابقين لعلهم يشحنون روح أحمد بالفخر والإعتزاز عن وضع أسرتهم في السابق. لكن عندما يختلي أحمد بنفسه يحدثها ويسألها دائماً: لماذا أعيشُ الآن على هذا المستوى؟؟ وكيف وصل بنا الحال أن لا نجد مانسد به جوعنا عشياً بينما ينعم غالبية المجتمع برفاهية لا ننعم فيها. شيءٌ ما يُخبرهُ أن الحديث عن التاريخ بهذه الطريقة لا يكفي ولا يجدي نفعاً.

عاشت أسرة أحمد على تاريخها المفعم بالفخر والإعتزاز والذي لا يسلم أغلبهُ من كماليات وضعها الأب و الأعمام مع أحداثٍ بعضها حقيقي ومنها مادون ذلك يرويها له جده سالم. تناسوا أن العصور التي تأتي على هذه الأرض تختلف عن العصور التي تسبقها بطرق الحياة والتفكير والعمل. لم تواكب الأسرة التمدن الذي يجتاح الأرض ورفضوا العولمة وفضلوا قوت التاريخ أن يطعموه أولادهم, ذلك التاريخ الذي يعلم سالم وخالد ومحمد وناصر علم اليقين أنهُ قليل من دسم الحقيقة. لكنهم يبررون ضعفهم وخطأ قرارهم ويعلقون عليه شماعة فشلهم في رفع مستواهم المعيشيْ.

أنهى أحمد دراسته الجامعية وأصبح عقله يتفكر في كل ما يقع عليه بصره. تكاثرت التساؤلات القديمة التي لم يجد لها جواباً شافياً. أراد أحمد إكمال مرحلته الجامعية وكان لهُ ما أراد حيث خصصت له الدولة منحة دراسية نظراً لاجتهادة وحصوله على درجات عالية في مرحلته الثانوية. استكمل دراسته الجامعية حيث اختار مجال التدريس. يعتقد أحمد أن التدريس مجال يختلف عن المجالات الأخرى حيث أنه يحمل رسالة يختلف مضمونها إلى أجيال عانت من نقل المعلومة بطريقة صحيحة. يرى أحمد أن من واجبه مساعدة المجتمع الجديد على تقوية أركانه العلمية والثقافية والتربوية لمواكبة مجتمعات الجوار التي تقدمت عن المجتمع الذي يعيشه أحمد.

تحسن وضع أسرة أحمد المعيشية بعد تخصيص الديوان مبلغاً من المال لهم. انتهى أحمد من دراسته الجامعية وأصبح أستاذاً في إحدى مدارس مدينته التي هطل عليها وابل التمدن. ثابر المدرس الجديد أحمد مع مرور السنين على تأصيل العلاقات بين الطلاب وأسرهم وتأكيده على أهمية العلم والثقافة في تنشأة الفرد فيهم. أصبح أحمد يشعر بأن الحياة تدب في مدينته التي عانت طويلاً من كثرة "الخراريف" والروايات التي تتناقل وتتضارب مع بعضها ولا يثبت أغلبها إلا بالصوت والقوة. فانتقلت اهتمامات الأسر إلى تعليم أبناءهم وتثقيفهم ومع الوقت غابت كثير من المشاحنات التي كانت تحدثها تلك القصص.

تطورت الحياة مع مرور السنين ولم يجد أحمد جواباً لتساؤلاته. لعل أحمد لم يكن في حاجة إلى أن يجد جواباً. يعتقد أحمد أنه وجد أكثر من ذلك. لقد وجد ضالته في العلم الذي أزاح التوهان العقلي والفكري الذي عاشه في صغره. لقد أزال العلم شبح الأوهام وأنار في صدره طريقاً جديداً يرى في نهايته استقراراً وأماناً. حاز أحمد على ثقة أسرته ومجتمعه فنقلهم بصدق نيته من ظلماتٍ كانوا يعيشون فيه إلى بستانٍ منير لقي حصاده أجيالٌ خلفتهم.

توفى المدرس الفاضل أحمد بعد أن قضى جل حياته في خدمة مجتمعه. وأتى من بعده المدرس عبدالله وراشد وسعيد والمدرسة أسماء ومريم وعلياء الذين استمروا على مواكبة العصر الذين يعيشونه مع الحرص على المحافظة على التراث. ولم يعد التاريخ وحده مايتداول في مجالس تلك المدينة الفاضلة بل تنوعت لتشمل مواضيع مختلفة ومتنوعة كالثقافة والأدب والعلوم.
---------

ثم بعد اللقاء:
في الزمن الذي يضيقُ بالـ لا مبالاة ..
يُرشق المُحترمون بالحزن ثلاثاً فالنهار 
تضيقُ عليهم جدران الحياة 
ينظرون إلى الجدران فيجدون ما يُشتمون به
يرفعون أبصارهم إلى السماء
حيث لا سقف يحجبها
أو كتابة يُغضب منها
أو حجارة يُرشق بها
تتردد على أذهانهم كلمات: إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب.